لمحة عامة عن المسيحية ولغة الباشتو

للمسيحية في أفغانستان تاريخ طويل ولكنه خفي إلى حد كبير. ويُعتقد أن المسيحية وصلت إلى المنطقة خلال القرون الأولى للميلاد، ولا سيما من خلال انتشار المسيحية النسطوريةالتي كانت موجودة على طول الطرق التجارية مثل طريق الحرير. تشير السجلات التاريخية إلى أن المجتمعات المسيحية كانت موجودة في أفغانستان، خاصةً في المناطق الشرقية والشمالية، خلال فترة الإمبراطورية الساسانية وتحت الحكم الإسلامي المبكر. ولكن مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، اعتنق غالبية السكان في أفغانستان الإسلام، واختفت المسيحية تقريباً، ولم يتبق سوى عدد قليل من الأقليات المسيحية التي كانت تعيش في ظل نظام إسلامي صارم.

في العصر الحديث، كانت الجهود التبشيرية المسيحية في أفغانستان محدودة بسبب الهوية الإسلامية القوية للبلاد والقوانين التقييدية ضد التنصير. ومع ذلك، كانت هناك مجتمعات مسيحية سرية صغيرة، تتكون في المقام الأول من اللاجئون الأفغان الناطقون بالباشتو الذين فروا إلى دول مجاورة مثل باكستان وإيران، حيث تعرضوا للمسيحية. و تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى لغة الباشتوولكن لا يزال من الصعب توزيعها علنًا داخل أفغانستان بسبب خطر الاضطهاد لكل من المتحولين إلى المسيحية والمبشرين على حد سواء. لا تزال المسيحية عقيدة أقلية للغاية، حيث يواجه المسيحيون الأفغان تحديات كبيرة، بما في ذلك خطر الاضطهاد من الدولة والمجتمع على حد سواء. على الرغم من هذه التحديات، هناك وجود هادئ ولكن مستمر للمسيحية في المناطق الناطقة بالباشتو في أفغانستان، وذلك بشكل رئيسي من خلال شبكات سرية.